الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

نيسان ليف .. جيل جديد من السيارات الكهربائية

نيسان ليف .. جيل جديد من السيارات الكهربائية

بواسطة: أحمد نوح في: 09/11/2011 - 03:03
Ifurat.com - تظل مهمة السيارات الكهربائية في النجاح في الحياة العملية، محل تساؤل من قِبل المهتمين بعالم السيارات، فما بين قصر مدى السير وسهولة الصيانة ومدى الامان المتوفر من البطاريات والخلايا المعتمدة في أنظمة الدفع الكهربائية، تواجه تلك النوعية الجديدة من السيارات تحديات غاية في الصعوبة، قد ترتقي السيارات الكهربائية إلى مكانة يفضل فيها المستهلكون تلك النوعية من السيارات على نظيرتها العاملة بالاحتراق الداخلي، إن نجحت في تحقيق المتطلبات اليومية لمستخدميها، وقد تندثر الفكرة مع الوقت ان لم تحقق أي تقدم في هذا المجال، لتفسح المجال لبدائل الطاقة الأخرى المشاركة في سباق الطاقة النظيفة.
ومن بين المحاولات المتميزة التي قد تغيّر من مسار عالم صناعة السيارات الكهربائية، التجربة اليابانية المتمثلة في نيسان ليف التي تتولى اللواء من بعد تجربة تويوتا الرائدة في عالم السيارات الهجين مع بريوس.
حقبة خالية من العوادم الضارة

هذا هو المسمى الذي أطلقته نيسان على الحقبة الجديدة القادمة، بعد إطلاقها لسيارة نيسان ليف في أواخر 2010، فبالاعتماد على الطاقة الكهربائية في تسيير السيارات بعالمنا، سيتغير العالم كما نعرفه إلى عالم التنقلات فيه أقل تكلفة بفضل قلة تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية، مقارنة بالبترول، إضافة إلى انتهاء عصر التلوث البيئي الناتج عن ملايين الأطنان من الوقود التي تحرق يوميا، مخلفة ثاني أكسيد الكربون والعديد من الغازات الضارة داخل غلافنا الجوي، متسببة في قتل مساحات كبيرة من الأراضي الخضراء، وعاملة على تخريب التوازن البيئي إثر ارتفاع درجات الحرارة بفعل الاحتباس الحراري.
وبتبني نيسان لتلك المبادرة، تضمن الشركة مكانة متميزة في صفوف السيارات الكهربائية في المستقبل، باعتمادها على عدة نقاط مهمة ستتمكن من خلالها من تصدر فئتها، بداية من ضمان انعدام الانبعاثات الضارة من تلك النوعية من السيارات، ومرورا بالسعر المناسب، والتصميم الجذاب، وحتى الوصول إلى مدى السير العملي المناسب للحياة اليومية.
تعرف على نيسان ليف!!

تعد نيسان ليف خطوة جديدة عالميا نحو الاستمتاع بعالم نظيف، أكثر ميلا للطبيعة البيئية، وأكثر صداقة لمتطلبات مستخدمي السيارات، إنها خطوة جديدة لمستخدمي السيارات ولنيسان وللعالم، هكذا بدأ كارلوس غصن -رئيس مجلس إدارة مجموعة نيسان- خطابه الرسمي في حفل إطلاق نيسان ليف في نهاية العام الماضي.
فبداية من الاسم المستوحى من الطبيعة والذي يعني "ورقة الشجر"، تأتي نيسان ليف بشخصية كاملة مستوحاة من الطبيعة، بداية من التصميم الهادئ ناعم الخطوط الذي تُظهر فيه ليف عشقها للطبيعة بلون السماء، والمصابيح كبيرة الحجم، إضافة إلى شعار نيسان في المقدمة، والذي يخفي تحته قابس الشحن الخاص بليف، في الجانبين تستكمل السيارة مساحات الزجاج الكبيرة التي بدأت من الزجاج الأمامي، ومرورا بالزجاج الجانبي كبير الحجم، وحتى زجاج المؤخرة، لتضفي جوا من الراحة والاتساع على المقصورة.

في الجانب أيضًا تظهر من تحت الخطوط الموجية الواضحة كلمة Zero Emission والتي تشير إلى انعدام الانبعاثات الضارة من السيارة، إضافة إلى أقواس العجلات المنتفخة والمتجهة إلى المؤخرة غير التقليدية، بمصابيح طولية على الجانبين مزودة بإضاءة LED، إضافة إلى مشتت خلفي لتحسين حركة الهواء حول البدن أسفل الصادم الخلفي.
الأداء والعملية

تعتمد نيسان ليف على بطاريات من الليثيوم أيون، مثل المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر المحمول والهواتف، ولكن بعدد كبير يمكنها من تزويد محركها الكهربائي بالطاقة لإنتاج 107 حصان من القوة و280 نيوتن / المتر من العزم، مما يضمن أداء يضاهي سيارات الهاتش باك من نفس الفئة، والمزودة بمحركات متفوقة تعمل بالبنزين.
وعلى الرغم من قوة محركها وأدائها الجيد، فبالبطاريات المتفوقة لليف ورغم عدم إطلاقها لأيه نوعية من العوادم، يمكن للسيارة السير لمسافة 160 كم، قبل الحاجة إلى إعادة شحنها مرة أخرى، وهو ما يناسب 70% من مستخدمي السيارات حول العالم، حسب أحدث الإحصائيات العالمية، وعلى الرغم من ذلك، فقد عملت نيسان على تحسين زمن إعادة شحن السيارة، لتعيد تعبئة البطاريات بمقدار 80% خلال نصف ساعة فقط من الشحن على قابس المنزل باستخدام شاحن سريع، أما عن وقت فترة الشحن الكاملة للبطاريات، فنيسان ليف تحتاج إلى ثماني ساعات للشحن، وهي فترة الراحة الليلية لمستخدم ليف، مما يضمن بقاء السيارة نهارا متاحة بكامل مخزونها من الطاقة.
المقصورة

لاقت مقصورة نيسان ليف الكثير من العناية، وكأن نيسان اعتمدت عليها كليا لإقناع مالك السيارة الجديد بصفقته الرابحة واقتنائه لسيارة من المستقبل، حيثُ جاءت ألوان المقصورة بين الأزرق والأبيض في مزيج رائع يشبه مقصورات السيارات التجريبية بشدة، حيثُ جاءت ألوان عجلة القيادة متناغمة مع المقصورة بشكل عام، إضافة إلى لوحة عدادات ذات قراءات رقمية باللونين الأزرق والأبيض أيضًا، موضحة سرعة السيارة وحالة الشحنة الكهربائية المخزنة والمسافة المتبقية للسير، إضافة إلى العديد من المعلومات المهمة حول منظومة الدفع، وكذلك لوحة عدادات علوية توضح سرعة السيارة، وبعض المعلومات المهمة أمام السائق أعلى لوحة العدادات، لضمان بقاء أعين السائق على الطريق دون تشتيت انتباهه.
أما عن الكونسول الوسطي، فقد زودت نيسان ليف بشاشة كبيرة تضم نظام ملاحة متطوّر ونظام صوتي وترفيهي رائع، إضافة إلى مكيف هواء إليكتروني وناقل حركة رائع التصميم، يتيح للسائق اختيار السرعة عبر ناقل حركة أوتوماتيكي يدفع بالعجلات الأمامية.
ليف على أرض الواقع

تعد نيسان ليف تجربة فريدة بين سيارات فئتها ولا جدال في ذلك، لكن انطلاقتها المحدودة لمسافة 160 كم فقط واستغراقها نصف ساعة للشحن للوصول إلى 80% من سعة بطاريتها، يشكك في قدرتها على التعايش مع رحلات السفر نهايات الأسبوع، والتي يعتاد عليها المجتمع المتمدن، الذي يعد الأرض الخصبة لنشأة نيسان ليف وتطورها إلى جيل أكثر عملية من الجيل الحالي.
فقد كان هدف نيسان منذ البداية إنتاج السيارة الأولى عالميا في تلك الفئة، بقدرات كهربائية يمكنها التعايش مع الحياة اليومية لمعظم مستخدمي السيارات، وعلى عكس المتوقع، لم تصل نيسان إلى قدرات خارقة في مجال المخزون الكهربائي للسيارة، خاصة بتركيزها على العديد من المهام في السيارة، بداية من المقصورة الرحبة التي يمكنها استقبال عائلة كاملة بكامل أمتعتهم براحة تامة، إضافة إلى مستوى الأمان الذي يجب أن تتمتع به السيارة، ومنظومة الدفع الكهربائية الجديدة.
فإن كانت نيسان قد نجحت في الوصول إلى سيارة كهربائية ترسم البسمة على وجه سائقها، فإنها في النهاية ليست الحل العملي المثالي لسيارة كهربائية، بل هي الجين الأول في سلسلة من الأجيال، ستخلق بالتأكيد يوما ما الحل المنتظر والمثالي للانتقال الفعلي إلى عالم السيارات الكهربائية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق