الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

فيرارى FF 2012 ... الرباعية المحرمة من فيرارى



ifurat.com - عادة ما تبدأ القصة القصيرة المألوفة لبداية كيان ما فى عالم السيارات بالتحدث عن شغف مؤسس هذا الكيان بالسيارات وحلمه منذ الصغر ببناء تلك الشركة وسعيه وراء الحلم حتى أصبح حقيقة ، لكن فى حالة فيرارى لم يكن الأمر حلم قد تحول إلى واقع ، بل بدأ الأمر بتميز وعبقرية ونجاح كبير حققه انزو فيرارى السائق الشاب الذى خرج من مدينة مودينا الايطالية وكله عشق للسباقات والسرعة .
فبفكرة الخاص ومنهجه المبتكر استطاع انزو فيرارى أن يحصد الكثير من الألقاب وان يصعد إلى قمة عالم سباقات السيارات ، وهو ما دعى إلى ضرورة إيجاد طريقة يمكن من خلالها أن يستمتع كافة محبى السيارات من حول العالم بقدرة انزو على ترويض السرعة ، وان يتمكن كل منهم من الحصول على نسخته الخاصة من منهج انزو العبقرى ، وهو ما انتهى إلى ما يعرف حاليا بشركة فيرارى .
المنهج والمحرمات

ليضمن انزو فيرارى أن تظل تلك السيارات الرياضية التى تحمل لقب عائلته اقرب ما يمكن من ما أرادها عليه ، وان تستكمل الشركة طريقها حتى بعد مماته بنفس الفكر ، وضع انزو عدة قواعد هامة لا يمكن أن تخالفها يوماً ما سيارة من حاملى شعار فيرارى العريق على صدرها ، وإلا أصبحت كما اعتاد محبى الشركة أن يطلقوا على بعض سيارات الشركة الغير ملتزمة بقواعد اللعبة " فيرارى غير حقيقية " .
فالفيرارى الحقيقية هى سيارة ، عنيفة ، شرسة ، تتعامل مع سائقها بلا رحمة ، وتحاسبه بلا تهاون على أخطاءه القيادية ، لدرجة أنها قادرة على قتلة إذا ما أساء استخدامها ، ويضاف إلى القائمة ، كونها غير عملية وغير اقتصادية وذات دفع خلفى وغير مريحة .

وبفضل هذه القائمة من العيوب استطاعت فيرارى أن تبيع ملايين السيارات حول العالم وان تصبح ما هى عليه اليوم ، احد اكبر واهم مصنعى السيارات فى العالم ، وواحدة من اكبر وانجح ثلاث شركات فى ساحة السيارات الرياضية ، بفضل استبدالها بكل عزيز ونفيس بالسرعة لتبقى شغفها الوحيد وغايتها الأهم .
وعلى الرغم من أهمية المنهج ، وعشق المحبين للسيارات لفيرارى كما هى فى صورة الحصان الجامح ، أطلقت فيرارى سيارتها الجديدة FF والتى تقدم أربعة مميزات جديدة لم تكن متوفرة يوماً دفعة واحدة فى إحدى سيارات فيرارى ، وكأنها تتحدى ما تربت عليه داخل أروقة مودينا كأول رباعية محرمة فى تاريخ الشركة .
التصميم

على الرغم من كونها أكثر سيارات جيلها شذوذاً فى الفكر إلا أن التصميم جاء مطابقا للبصمة التصميمية الجديدة لفيرارى ، فشبكة التهوية الكبيرة والتى تبدو كغطاء لفك متوحش يتوسطها شعار الحصان الجامح بطلائه الكرومى ، وغطاء المحرك الطويل بكتفيه مفتولى العضلات واللذان يعتليا الواجهة فوق مصابيح FF الرئيسية فى استعراض واضح للقوة .
أما المصابيح فقد جاء بسيطة معقدة ، بداية من تصميمها الخارجى الذى يكمل الخطوط الهجومية للسيارة ، وحتى احتواءه على عدسة واحدة تضم أضواء السيارة الرئيسية ومن فوقها صفين من لمبات الـ LED من أجل المظهر النهارى الرائع واللمسة التصميمية العصرية للسيارة .

على الجانبين تأتى أقواس العجلات واضحة بما تحتويه من عجلات نجميه التصميم خماسية الأذرع قياس 20 بوصة ، ومن خلف أقواس العجلات الأمامية تأتى فتحة التهوية الجانبية وشعار فيرارى ليكمل الصورة التوضيحية لمن يتعرف على السيارة من الجانب للمرة الأولى ولم تصدق عيناه بعد أنها من العائلة الايطالية العريقة فيرارى .

أيضا يلاحظ كبر حجم الأبواب والتى تفتح بزاوية تسمح بالدخول والخروج للمقصورة بحرية كبيرة ، ومن الأبواب إلى مؤخرة الشوتينج بريك والتى تستخدمها فيرارى للمرة الأولى فى تاريخها فى تلك الفئة لتقدم منهجها التصميمى الخاص بما يشع من روعة وإتقان فى التخطيط .
فالسيارة على الرغم من اقتباسها للكثير من خطوط تصميم شقيقاتها الكبار إلا أنها وبشكل عام فى كل قطعة منها تبدو وكأنها مختلفة ، بداية من المصابيح الدائرية فى الخلف ذات فتحات التهوية المبردة ، إضافة إلى فتحات العادم الرباعية المميزة لفيرارى ومشتت الهواء الكبير القادر على تثبيت المؤخرة فى أسوء الظروف القيادية .
المحرك والأداء

المحرك فى FF لاقى اهتماماً كبيراً من فيرارى وأعاد ذكريات الأداء الفائق لأبناء عالم مارنيللو إلى الحياة ، فبمحرك V12 بسعة 6.3 لتر تعزف فيرارى FF أنشودة جديدة من أناشيد الأداء الايطالية على سرعة 8000 لفة فى الدقيقة حيث تعمل FF على ترويض 651 حصان و 683 نيوتن / المتر عند 6000 لفة فى الدقيقة بالإضافة إلى توفر 500 نيوتن من الأساس بداية من 1000 لفة فى الدقيقة ، وتصل تلك الأرقام إلى العجلات الأربعة عبر ناقل حركة ثنائى القابض من سبع سرعات يعتمد فى تقنياته على عالم الفورميلا 1 .
ولتضع فيرارى FF تلك الأرقام فى قالب الأداء الواقعى ، فقد سجلت السيارة تسارع من الثبات وحتى 100 كم فى الساعة خلال 3.7 ثانية والى سرعة 100 كم فى الساعة خلال 11 ثانية بالإضافة لسرعة قصوى 335 كم فى الساعة ، وعلى الرغم من أرقام الأداء المذهلة بالنسبة لسيارة تصنف كسيارة GT فقد استطاعت فيرارى أن تصل بمعدل استهلاك الوقود إلى 15.4 لتر لكل 100 كم وكذلك معدل انبعاث غاز ثانى أكسيد الكاربون السام إلى 360 جم لكل كم وهو تحسن بنسبة 25% عن محركات الـ V12 السابقة من فيرارى .

ولأن تصميم نظام الدفع فى فيرارى FF جاء مخالف لما اعتادت عليه السيارة ، ولكى لا تضيع المتعة الأساسية فى التلاعب بمؤخرة السيارة تحت وطأة القوة الكبيرة للمحرك ، فقد زودت السيارة بنظام دفع رباعى ذكى يعتمد على العجلات الخلفية فى الأساس فى حالة تساوى مستوى التماسك على العجلات الأربعة ويعمل تلقائياً على معادلة نسب القوة المرسلة إلى العجلات حسب مستوى تماسك كل منها ، ولتحقق السيارة أفضل توازن أثناء القيادة على الطرق الزلقة وفى المنعطفات السريعة عملت فيرارى على تحقيق نسبة توازن جيدة بين المحورين عن طريق وضع المحرك خلف المحور الأمامى وتثبيت ناقل الحركة على المحور الخلفى مما حقق توزيع جيد للوزن بمقدار 47% فى الأمام و 53% فى الخلف .
وللسيطرة على حصان فيرارى الجامح زودت FF بمكابح من الجيل الثالث من الكاربون سيراميك مصنعة من قبل بريمبو يمكنها إيقاف FF من سرعة 100 كم فى الساعة فى مسافة 35 متر فقط .
المقصورة والعملية

وعلى الرغم من تركيز فيرارى على جانب الأداء إلا أنها لم تغفل العملية والرفاهية فى السيارة بتزويدها بمقصورة متميزة مستوحاة من تصميمات فيرارى السابقة مع لمسة فاخرة واضحة ، فمعظم المقصورة جاء مكسواً بالجلود إضافة إلى تنظيمها بشكل أكثر عملية وأكثر سهولة للتعامل معها من قبل كافة مستخدميها .

كذلك لاقت عوامل الراحة اهتماماً كبيراً من فيرارى بتقديم مقاعد جديدة ذات تصميم داعم لجسد الركاب ويوفر راحة كبيرة أثناء القيادة ليكمل ما يسعى إليه نظام التعليق المتطور لفيرارى FF ، إضافة إلى ذلك جاءت التجهيزات العملية واضحة فى السيارة بحقيبة أمتعة خلفية بسعة 450 لتر ويمكن زيادتها إلى 800 لتر بطى المقاعد الخلفية إضافة إلى نظام صوتى متطور من Dolby بقوة 1280 وات وشاشات عرض فى الخلف يمكنها عرض أفلام الـ DVD والبث التليفزيونى .

لذا فبمقصورة عملية مريحة ، وبتصميم فريد من نوعه ، وبدفع رباعى لم يسبق أن زودت به سيارات فيرارى من قبل ، هل تشهد متمردة عائلة فيرارى نجاحاً كبيراً ، أم يحكم عليها بتخليها عن أصولها الايطالية بالموت ؟ ، الأيام ستثبت مدى نجاح خطة فيرارى فى التحول التاريخى هذا ، وان كان ما مر من أيام المنافسة على FF يؤكد نجاحها بالفعل فى الوصول إلى غايتها واستطاعتها تحويل الدفة إلى صالحها على الرغم من كونها فى النهاية " فيرارى غير حقيقية "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق